” طاق طاق طاقية .. تعود من جديد بمبادرة طلابية “

خاص أجمل للصحافة والإعلام
تقرير : دانا خضير و ولاء ابوبكر
في احدى زوايا منتزه جمال عبد الناصر حيث تلك المنطقة المنعزلة عن المنتزه والخالية من الحياة والاهمية، تعج بفضلات البشر الذين لم يتوانوا للحظة عن إلقاء مهملاتهم بها حتى أصبحت مكانا لا يطاق، ولكن لدى مرورك من ذلك الشارع قف للحظة وانظر ماذا حل بها اليوم أصبحت مكانا يضج بالروح التراثية الشعبية الفلسطينية، بأيدي وجهود شباب فلسطينية مندفعة للنمو والرقي الحضاري مع التمسك بتراث وعراقة الوطن.
كل زاوية من المكان تحمل قصة تراثية، فعند تجولي فيه شاهدت الجداريات التي تحاكي تراثنا ويوميات المواطن الفلسطيني، وما أن حدقت نظري بسقف النفق الموجود هناك رأيت الطرابيش المعلقة والأثواب الشعبية المطرزة بأنامل فلسطينية وعند النظر للأسفل أتفاجئ بوجود رسومات تعبر عن العابنا القديمة التي تعود بذاكرتنا لطفولة بريئة كلعبة السلم والحية والأوجزة والشطرنج، التي اندثرت بفعل التطورات التكنولوجية والالعاب الإلكترونية التي جذبت الكثير من الاطفال لها وأشغلتهم عن الاستمتاع بألعاب بسيطة تراثية.
مسؤولة اللجنة الإعلامية لمبادرة ” طاق طاق طاقية ” داليا حجاب تتحدث عن هدف المبادرة ” باسترجاع و إحياء التراث الثقافي الحضاري للشعب الفلسطيني من ملابس ومأكولات وادوات والعاب ومسطلحات، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية التي بدأت تتغلغل في حياتنا وتراثنا وأصولنا”.
وعن توقعاتها في النتائج التي ستجنيها من هذه المبادرة تقول حجاب ” ستترك المبادرة أثرا بنفس الحاضرين من كبار السن والشباب وخاصة فئة الاطفال الذين سيدفعهم فضولهم لتجربة الالعاب الشعبية ونقلها لأصدقائهم أيا كان مكانهم”.
مكان ذو رونق خاص، يجذبني لأمعن نظري فيه، اكملت مسيري حتى وصلت لتلك الشجرة الكبيرة المتدلي منها ظروف كثيرة كتب عليها مصطلحات فلسطينية تضم في طياتها اوراقا تحمل معان لتلك الكلمات التي قل استخدامها مع مرور الزمن.
تحت تلك الشجرة التي يغزو أسفلها أدوات تراثية شعبية من كل الأنواع، وجلسة عربية بفراش تراثي عريق، يقف هناك رئيس مجموعة نور من الأزقة فارس صبح الذي اعترضته اثناء انشغاله بتنسيق المكان ليحدثني عن ماسيتم تنفيذه خلال هذه المبادرة يقول ” جئنا هنا لننطلق بتراثنا الفلسطيني، بدءا من الأطفال وحتى كبار السن، لنذكرهم جميعا ان هناك من يعمل من اجل إحيائه، وليشاهده الجميع عن قرب بكافة أدواته ويعيش الجميع في جو مليئ من التراث”.
وعن تفاعل المؤسسات المحلية بهذه المبادرة يقول صبح ” تكفلت بلدية نابلس بوضع حراس لهذا المكان، ووزارة الصحة التي خصصت عمال لتنظيف المكان بشكل يومي بهدف إبقاء هذا المكان لامعا بالحياة التراثية وان يبقى محط انظار لجميع المارة “.
وعلى بعد ثلاثة أمتار من المكان، لفت انتباهي جلوس فتاة بين طوابين الطهي منهمكة بتحضير بعض من المأكولات الشعبية، اقتربت منها لأتعرف عن ما تحضره للزوار تقول إسراء صوالحة ” احضر اكلة المسخن التي تعتبر من المأكولات الشعبية المميزة عند الفلسطينين بالرغم من انني لا أحب هذه الأكلة ولكن سعيدة جدا بطهيها خاصة انه سيتذوقها الكثير من الزوار، وبذلك ستصل رسالتي في تعريف الكثير منهم على تراثنا”.
“الزمان سيبقى تراثنا حي بداخلنا وجزء منا للأبد، يتحدث وإيانا ونتحدث وإياه نلتقي سويا ونعانق السماء”، هكذا انهت صوالحة حديثها معبرة عن شدة تمسكها بالتراث الفلسطيني.